Skip to content

نشأة الدار و قرار الإحداث

نشأة الدار وتأسيسها: (عام 1436هـ/2015م)

       قال الله تعالى في قرآنه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24].

وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ». [أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن].

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّرضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم حَرَّمَ أَشْيَاءَ فَذَكَرَ الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: «يُوشِكُ الرَّجُلُ يَتَّكِئُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ». [أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب، وأحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه].

إن العناية بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من جوانبه كافة مهمة عظيمة يشرِّف الله بها من أراد من عباده، ونسأل الله تعالى أن نكون أهلاً لهذا الشرف، وجزءاً من جهودٍ كبيرة مبذولة في أمتنا وفي بلدنا الحبيب في القديم والحديث نصرةً لله ورسوله.

وليس غريباً أن يهتم أعداء الإسلام منذ القديم وحتى تاريخنا المعاصر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، اهتمام الباحث عن الثغرات ليطعن ويثلم، كون هذا الحديث مصدراً مهماً وعليه المعول في كثير من تشريعات الإسلام، ولكن الله تعالى يقيض في كل عصر من جهابذة العلماء والدعاة من يقوم بإظهار الحق ودفع الباطل بالحجة والبرهان، ليبقى نور الإسلام وخيره مظللاً الدنيا حتى تقوم الساعة.

من هنا، ولأجل نشر السنة النبوية الشريفة والدفاع عنها كان تأسيس دار الحديث الشريف والسيرة النبوية في مجمع الشيخ أحمد كفتارو.

حيث يعدُّ مجمع الشيخ أحمد كفتارو في دمشق الشام، أحد أهم المؤسسات التعليمية والدعويّة والتربويّة والخيرية، التي اهتمت مبكراً بالنهضة العلمية عامة والنهضة الحديثيّة في بلادنا المباركة.

يتجلّى ذلك بعدة نقاطٍ أهمها:

 ـ  عقد عدد من مجالس الرواية للكتب الأصول والمراجع.

 ـ المسابقات السنوية لحفظ الحديث النبوي الشريف التي انطلقت منذ عام (1435هـ/2014م).

 ـ  الإصدارات الدورية للكتب المتنوعة في موضوعات الحديث الشريف المتعددة ورجالات علم الحديث.

كل هذه البوادر الطيّبة وغيرها كانت سبباً في إحداث هذه الدار المباركة، والتي تعدّ امتداداً لدور الحديث التاريخيّة في دمشق التي أسسها المحدّثون الأوائل  ـ رحمهم الله تعالى ـ .

صدر قرار تأسيس دار الحديث الشريف والسيرة النبوية في مجمع الشيخ أحمد كفتارو برقم /281/ تاريخ 11/2/2015م خلال حفل ختام المسابقة الحديثيّة الأولى في المجمع، وأعلن عنه فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف في الجمهورية العربية السورية تقديراً للجهود المبذولة في هذا الصرح المبارك.

وفي العام التالي أزاح فضيلته الستار عن اللوحة التذكاريّة المقامة في حرم دار الحديث الشريف والسيرة النبويّة في مجمع الشيخ أحمد كفتارو وذلك خلال حفل ختام المسابقة الحديثيّة الثانية